نقدم لكم في هذا المقال منهجية تحليل قولة فلسفية بالاضافة الى انه سوف نضع لكم نموذج لتحليل القولة الفلسفية مع جدول للعناصر التي يجب ان يتضمنها كل من المقدمة و التحيل و المناقشة و الخلاصة.
أعزائي المتعلمين عزيزاتي المتعلمات.تعتبر منهجية القولة جزءا لا يتجزء من النص الفلسفي ، وليس كل مقتطف من النص يعتبر قولة ، إنماتتميز القولة الفلسفية بكونها غنية بالمضامين والمفاهيم الفلسفية كما تتميز أيضا الكثافة والتركيز و كونها ترفق بسؤال ذو مطلب مزدوج يستهدف مستويين الأول يحيل على تحليل مضامين القولة والثاني يحيل على مناقشة أبعادها .إن تحليل ومناقشة القولة الفلسفية يتطلب مجموعة من الخطوات المعرفية والميتودولوجية(المنهجية)التي تحددها الأطرالمرجعية للامتحانات الوطنية والتي تخول لنا إمكانية الكتابة الإنشائية بكل حيثياتها .أولامن الناحية المعرفية ينبغي قراءة القولة قراءة متأنية وأيضا محاولة تفكيك مضامينها الفلسفية و بنيتها المفاهيمية من اجل إدراك المجال المعرفي الذي تتأطر ضمنه , أما على المستوى المنهجي فالخطوات التي ينبغي استحضارها أثناء تحليل ومناقشة القولة الفلسفية فهي كالتالي:
1- مرحة التقديم منهجية القولة
تأطير القولة وتحديد موضوعها ( تأطيرها ضمن المجزوءة والمفهوم العام )
تحديد الإشكالات التي يثيرها مضمون القولة (المفارقات التي يثيرها موضوع القولة والتي تجعل من القارئ يندهش و يتساءل مثلا قولة يتحدث عن هوية الشخص في المفارقات ينبغي أن نعبر إن هوية الشخص هوية تابثة / في المقابل أنها هوية متغيرة ومتعددة )
من خلال المفارقات الفلسفية يتم طرح الأسئلة الموجهة للتحليل والمناقشة مثلا ( ما الشخص؟ ما الحرية ؟ ما الحتمية؟ هل الشخص حر حرية مطلقة ؟ ام أنه خاضع لاكراهات خارجية ؟
توجـــيه:
دائما كما اشرت من قبل أثناء التأطير وأيضا مع باقي المراحل المنهجية لابد
من ان تحضر ذاتية المتعلم و ابداعيته مع تجنب كل العبارات و القوالب
الجاهزة التي يستمدها البعض من الانترنيت والتي تتلخص في " تندرج القولة
التي بين أيدينا ضمن مجزوءة... خاصة مفهوم...." هذه القوالب الجاهزة تعد
بمثابة قتل لروح النقد وحس الإبداع الفلسفي و بالتالي تجبر مصحح الورقة
على وضع نقطة الصفر مبررا ذلك بملاحظة " تقديم جاهز" انما التأطير يكون
شحصيا او بناء على المعارف السابقة او تجارب ذاتية
2- مرحلة التحليل
بعد قراءة القولة و تفكيك مفاهيمها ومضامينها الأساسية في ورقة مسودة يتم الرجوع إلى تلك الأفكار قصد بناء أطروحة القولة وشرحها نبعد الأطروحة يتم تحديد المفاهيم وشرحها ( نعرف تلك المفاهيم التي تساءلنا عنها في التقديم . ماالشخص ,ماالحرية . ما الحتمية ) مع بيانالعلاقة بينها نفيما يخص الحجاج فالأمر يختلف عن النص الفلسفي حيث ان الحجاج في القولة يكون انطلاقا من داخل النسق الفلسفي العام للقولة او من خلال تجارب شخصية واقعية أو استشهادات فلاسفة ...
3- المرحلة الثالثة : المناقشة (مناقشة الموضوع)
تحديد القيمة الفلسفية للأطروحة ( نبين القيمة الفلسفية للأطروحة التي تتضمنها القولة الفلسفية مبرزا أهميتها و امتداداتها في الفكر الفلسفي مبررا ذلك بأمثلة فلسفية أو أمثلة من الواقع المعاش ) بالإضافة إلى حدود الأطروحة يعني أن نبين ما أغفلته الأطروحة ومدى ضعف حجاجها و ابتعادها عن الشروط الملموسة للواقع . مثلا أطروحةتدافععن حرية الشخص ,وفي القيمة نبين أن لهذه الأطروحة أفق فلسفية خاصة في الفلسفة الوجودية التي تدافع عن حرية الشخص باعتباره ذات واعية تتحمل مسؤولية أفعالها و سلوكاتها وأيضا كون الوجود الإنساني اسبق من ماهيته ... مع التعليل بمثال فلسفي أو قولة فلسفية أو مثال واقعي .... إلا أن لهده الاطروحة حدود نظرا لكونها أغفلت الإشارة إلى أن هناك حتميات خارجية تقيد حرية الشخص ... نفس الشيء التعليل بمثال واقعي أو فلسفي أو قولة فلسفية.
توضيح : فيالقيمة نبين نقط قوة الاطروحة –في حدود الاطروحة نبين نقط ضعف الاطروحة فتح إمكانات التفكير في أفق الإشكال بمعنى طرح سؤال يقودنا صوب التفكير في الاشكال مثال التساؤل عن" إلى أي حد يمكن القول ان الشخص يتصرف وفق ارادة الحرية ؟والإجابة عن الإشكال من خلال مناقشة الموضوع بمواقف ومعارف فلسفية مؤيدة للأطروحة و مواقف أخرى ابانت عن انتقادها لها.
المرحلة الرابعة : التركيب
استنتاج للتحليل والمناقشة ( انتبهوا ليس تلخيص للمواقف إنما استنتاج لما تم تحليله ومناقشته) إبداء الرأي الشخصي و أهمية الموضوع وهاناته .